ربما تقول في نفسك لماذا أحتاج اللغات في السيرة الذاتية ؟ فمع التقدم والتطور الذي يشهده عصرنا أصبح بإمكاني تعلم لغة واحدة أو استخدام أي برنامج للترجمة الفورية، لكن لحظة، هل تعني اللغات قدرتك على استقبال بعض التعليمات وتنفيذها؟ هل هذا ما تبحث عنه الشركات؟ وكيف تضيف اللغات في السيرة الذاتية بالشكل المناسب ؟

في هذا المقال سنكتشف ما هي المهارات اللغوية اللازمة لتجعل من سيرتك لافتة وفعّالة وتضمن لك التميز عن حشود المرشحين للفوز بوظيفة أحلامك أو منحتك المنتظرة، فتعرّف معنا على هذه المعلومات لصناعة سيرة ذاتية إحترافية.

اللغات في السيرة الذاتية

ما هي المهارات اللغوية السيرة الذاتية؟

ما هي المهارات اللغوية؟ هي واحدة من أقسام السيرة الذاتية المهمة والتي تشير إلى قدرتك على التحاور والتواصل باستخدام عدة لغات بشكل فعّال، تبحث الشركات دائما عن أشخاص يمكنهم التواصل بشكل جيد والعمل ضمن فريق للوصول إلى أعلى مستويات الإنتاجية ولذلك تهتم كثيرا باختيار من يملكون عدة لغات، ويمكننا اختصار المهارات اللغوية في:

  • القراءة: وهي قدرتك على فهم أي نص مكتوب أو على الأقل 80 % من محتواه.
  • الكتابة: وهي تتمثل في قدرتك على إنجاز الوثائق والمستندات كتابيا دون أخطاء لغوية.
  • الاستماع: ويعكس قدرتك على فهم الحوارات وليس فقط الكلمات الشائعة بل أيضا الأمثال الشعبية.
  • الكلام: قدرتك على الدخول في النقاشات الجادة الخاصة بالعمل وإبداء رأيك في المقابلات والاجتماعات.

كما يمكن تقسيمها إلى قسمين :

  • المهارات الاستقبالية : تعني المدخلات التي نستقبلها عن طريق القراءة والاستماع.
  • المهارات الإنتاجية : وهي ما ننتجه بعد فترة من التعلم عندما نبدأ الكتابة والكلام.

تحتاج البيئة العملية أكثر من لغة واحدة وذلك لأن كل شركة تسعى لتنويع مواردها البشرية من ثقافات ومجتمعات مختلفة، وعادة يتم اختيار الموظفين الذين يمكلون لغتين غير اللغة الأم أكثر من الذين يتحدثون لغة واحدة فقط، إضافة إلى العدد فإن طبيعة اللغة أيضا لديها تأثير حسب الشركة التي تريد أن تتوظف بها.

قد تفضل شركة ما أن تكون لغتك الثانية هي اللغة الفرنسية، الانجليزية على اللغة الألمانية مثلا، لذلك أنت تحتاج إلى إضافة عديد اللغات في السيرة الذاتية وخاصة منها اللغات الأكثر استعمالا في العالم.

كيفية كتابة مستوى اللغة في السيرة الذاتية

مهما كانت لديك من لغات، عليك تعلم الطريقة الصحيحة لإظهار مهاراتك وإلاّ فإنّ من سيوظفك لن ينتبه لوجودها، فلا تجعله يبحث عن إبرة في كومة قش، إليك الطريقة المثالية لإضافة اللغات ومستواك في كل واحدة منها في السيرة الذاتية.

  • أولا: إمنح المهارات اللغوية قسما خاصا يكون ضمن الأقسام الأساسية (تحت الخبرة المهنية والمؤهلات التعليمية).
  • ثانيا: ضع لغتك الأم في المرتبة الأولى.
  • ثالثا: ضع اللغات من الأكثر إتقانا إلى الأقل.
  • رابعا: أضف مستواك في اللغات بشكل صادق وصريح.

قبل وضع مستواك، عليك القيام باختبارات لهذه اللغات، يمكنك العثور عليها عبر الانترنت بشكل مجاني، أو إجراء إمتحانات دولية مثل IELTS و Delf، وفي كل الحالات هناك معياران رئيسيان يمكنك اعتمادهما في طريقة كتابة مستواك لكل لغة.

الأول هو الإطار المرجعي الأوربي المشترك (CEFR) وهذا الأخير يصنف القدرات حسب ثلاث (03) مستويات:

  • المستوى المبتدئ : يرمز له بـ A1-A2
  • المستوى المتوسط : يرمز له بـ B1-B2
  • المستوى المتقدم : يرمز له بـ C1-C2

الثاني هو المجلس الأمريكي لمعيار تدريس اللغات(ACTFL) يقوم بتصنيف المهارت اللغوية حسب خمس (05) مستويات:

  • مبتدئ – Beginner
  • متوسط – Intermediate
  • متقدم – advanced
  • متفوق – Superior
  • مميز – Distinguished

يمكنك أن تكتب أمام كل لغة مستواها حسب واحد من المعيارين العالمين ACTFL و CEFR أو إذا أردت أن تظهر بشكل مميز أكثر يمكنك أن تعتمد على التصميم لتحديد مستوى اللغات في السيرة الذاتية، مثل وضع نجوم، دوائر، مختلف الأشكال الهندسية لكن عليك الانتباه إلى عددها فيجب أن يكون خمسة (05) إذا اعتمدت المعيار الأمريكي، ويكون ثلاثة (03) إذا اتبعت المعيار الأوروبي، مثلا إذا قلنا أنّ مستواك متقدم وفق المعيار الأمريكي عليك تلوين ثلاث دوائر من أصل خمس على تصميمك.

مستوى اللغة الإنجليزية في السيرة الذاتية

اللغة الإنجليزية هي واحدة من أهم اللغات في السيرة الذاتية الانجليزية، نظرا لكونها عالمية ومعتمدة في أغلب البلدان حيث يتحدثها حوالي 1.6 مليار شخص حول العالم فحتى لو لم يكن بلدك يعتبرها لغة رسمية إلا أنّ الشركات فيه تعتبر إتقانك لها ميزة مهمة تسمح لهم بالمنافسة على المستوى العالمي.

السؤال المطروح كيف أضيف اللغة الإنجليزية ومستواي فيها داخل سيتري الذاتية ؟

عليك وضع اللغة الإنجليزية في قسم اللغات في السيرة الذاتية بعد لغتك الأم مباشرة، مع الحرص على تطوير مهاراتك اللغوية فيها باستمرار لجعلها أفضل لغاتك، كما أنها تفتح أمامك فرصا دولية للسفر والعمل خارج بلادك والبحث عن حظوظ أفضل، بل وتسمح لك بتطوير باقي مهاراتك وذلك لتوفر أغلب المصادر باللغة الإنجليزية، وكل هذا سيراه من يوظفك فيعكس له وجود الإنجليزية من بين اللغات في السيرة الذاتية أنك إنسان كفؤ لهذا العمل وتطمح للمزيد.

هل علي وضع اللغة الإنجليزية ضمن اللغات في السيرة الذاتية حتى لو لم أكن أتقنها ؟

انتبه إلى عدم التباهي بشكل مفرط بلغتك الإنجليزية، ليس عليك وضع مستوى متقدم بينما أنت لا تتقن الحديث بها، لأن القدرة على الحديث، إي الحوار والنقاش، هي أكثر مهارة مطلوبة وقد يتم اختبارك لمعرفة كفاءتك فيها.

عادة يمكن قبول الأشخاص الذين يملكون مستوى متوسط (B1-B2) وكلما زاد مستواك وأثبتّ إتقانك لكل المهارات اللغوية (الاستماع، القراءة، الكتابة، الكلام) كلما كانت فرصتك أكبر، لكن إذا كان مستواك مبتدئ فهذا لا يجعلها نقطة قوة، لذلك لا تضع مستوى أعلى من مستواك الحقيقي بل طور من نفسك، في العناون التالي سنتعرف على استراتيجيات تطوير المهارات اللغوية، فتابع معنا.

هل اللغة الإنجليزية وحدها تكفي وتعوضني عن باقي اللغات في السيرة الذاتية ؟

بالتأكيد لا، اللغة الإنجليزية ثقيلة في ميزانك وتفتح أمامك فرصا أكثر نحو العمل في الشركات العالمية وحتى المحلية، لكنها لا تعتبر تعويضا عن اللغات الأخرى، لكل لغة ميزاتها، ولكل شركة متطلباتها، أغلب الشركات الإفريقية مثلا تطلب اللغة الفرنسية إضافة إلى الإنجليزية كشرط أساسي من شروط التقديم.

استراتيجيات لتطوير مهارات اللغات في السيرة الذاتية

قد يعتبر تعلم لغة أو تطويرها تحديا بالنسبة لشخص لازال في بداية طريقه باحثا عن عمل أو عن فرصة لمنحة دراسية، لكن تعلم اللغات ليس بتلك الصعوبة التي تتخيلها، كل ما عليك هو أن تملك الإرادة لتحصد الفرص التي تتستحقها، لتطوير مهارات اللغات في السيرة الذاتية، وقبل التعرف إلى الاستراتيجيات دعني أقدم لك ترتيب اللغات العالمي حتى تتمكن من اختيار اللغات الأكثر طلبا في الشركات العاليمة وتضمينها في قسم اللغات في السيرة الذاتية:

  • اللغة الإنجليزية : في المركتبة الأولى وهي مطلوبة في كافة أنحاء العالم.
  • اللغة الصينية (الماندرين) : بعد تحول الصين إلى عملاق اقتصادي أصبحت الصينية مطلوبة جدا للأعمال والشركات.
  • اللغة الإسبانية : تنتشر الإسبانية في كافة أمريكا اللاتينية وحتى في الولايات المتحدة وكندا، فهي لغة الكثير من المستثمرين.
  • اللغة العربية: بعد نمو الشرق الأوسط أصبحت اللغة العربية مطلوبة جدا للعمل في السعودية وقطر خاصة.
  • اللغة الفرنسية : تستعمل في كامل قارة إفريقيا بالإضافة إلى فرنسا، كما أنها لغة دراسة لعدة جامعات.

بما أنك متحدث بالعربية فهذا يجعلك تملك واحدة من اللغات المطلوبة في العمل، كل ما عليك الآن اختيار لغتك التالية، ونحن نشجعك على الإنجليزية إذا لم تكن تتقناه، ثم اتبع الاستراتيجيات التالية:

  • قم بالتعلم بشكل مكثف للمستوى الأول عن طريق البحث عن دروس جيدة وفهمها
  • قسم وقتك بين المهارات اللغوية كلها دون استثناء: كتابة، قراءة، استماع وتحدث.
  • إذا كنت تجد صعوبة في القواعد فحضور دورة سيكون مناسبا جدا لتطوير مهاراتك.
  • قم بتعلم المصطلحات المتعلقة بمجالك (مصمم، مطور مواقع، مهندس، طبيب …)
  • تعلم المصطلحات المتعلقة بالعمل مثل الأوقات، المواعيد، الاجتماعات المقابلات.
  • إذا كنت مستعجلا، يمكنك البدأ أيضا بالتدرب على مقابلات العمل باللغة التي تتعلمها.

مع وجود الإنترنت أصبح من السهل عليك تعلم أي لغة تريدها، فلم تعد المصادر تسبب إزعاجا للمتعلم، مع التطور الحالي أصبح بإمكانك تعلم لغة وإضافتها ضمن اللغات في السيرة الذاتية بكل سهولة، حدد وقتا للممارسة بشكل منتظم مع صديق سواء حضوريا أو أونلاين هناك العديد من البرامج المخصصة لذلك فذلك سيشجعك كثيرا ويشحن إرادتك، ثم انغمس في اللغة التي اخترت تعلمها واستعملها كأنك لا تجيد غيرها.

أهمية تضمين مهارات اللغات في السيرة الذاتية

قلنا في مقدمة هذا المقال أن تضمين مهارات اللغات في السيرة الذاتية أساسي ولا يعني فقط أنك تجيد تنفيذ مهام عملك بهذه اللغات، وإنما يترك إنطباعات ويعكس ملامح أخرى تبحث عنها الشركات في موظفيها، فكونك تعرف عددا من اللغات، أكثر من اثنين على الأقل، هذا يظهر قدرات وميزات قد لا تنتبه لها أنت، لكن شخصا بدقة مدير الموارد البشرية لشركة ما يرى الكثير من المعلومات بمجرد رؤية اللغات ضمن سيرتك الذاتية، وإليك قائمة ببعض الانطباعات التي تتركها اللغات في السيرة الذاتية:

  • أنت متعلم جيد بما أنك تعرف أكثر من لغة.
  • أنت إنسان شغوف وقابل للتطور ومثابر.
  • أنت تجيد التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
  • أنت منفتح على الحضارات والثقافات المختلفة.

وغيرها من الدلالات والانطباعات التي ستتركها كل لغة عن شخصيتك وطبيعة تفكيرك ورؤيتك، كل هذه الصفات تجعلك مميزا عن غيرك من المرشحين في نظر الشركات، وتتمنى أن تضمك إلى فريقها حيث يمكنك تقديم إسهامات قيمة وتحقيق نتائج مبهرة.

نختم مقالنا هذا تحت عنوان اللغات في السيرة الذاتية بمقولة للزّعيم الإفريقي نيلسون مانديلا : “إذا تحدثت إلى شخص بلغة يفهمها، يدخل حديثك إلى رأسه. وإذا تكلمت إليه بلغته، يدخل حديثك إلى قلبه”. قسم اللغات في السيرة الذاتية مهم جدا وأساسي لقبولك في أي وظيفة فاحرص على كتابته بالشكل المناسب.

شارك مع اصدقائك لعلك تكون سببا في توظيف احدهم

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *